الإنسانيات


 الفلسفة, اللغة, الكتابة, التعليم, التاريخ 

الإنسانيات هي فروع المعرفة التي تهتم بدراسة التكوينات والاهتمامات البشرية؛ أكثر من اهتمامها بالعمليات الطبيعية والعلاقات الاجتماعية. وتضم العلوم الإنسانية "الإنسانيات" الفلسفة واللغة والأدب والفن والتاريخ. وكانت لقدماء المصريين، منذ عهود مبكرة، إنجازات ثقافية هائلة اجتهدوا كثيرا في تنقيحها وصقلها ونقلها عبر الأجيال المتعاقبة.

وخلال عصر الدولة القديمة، طور قدماء المصريين الأساليب الفنية والأشكال الزخرفية التي تواصل استخدامها لآلاف السنين. كما سجل قدماء المصريين أنشطتهم اليومية ومعتقداتهم الدينية في نصوص ومشاهد ظهرت على جدران المقابر والمعابد. وكان التعليم بالغ الأهمية بالنسبة لقدماء المصريين؛ فعلموا أطفالهم القراءة والكتابة والآداب والرياضيات.

وكان الأدب في عصر الدولة القديمة يميل إلى إتباع القالب أو الشكل المعروف باسم "أدب الحكمة"؛ والذي اهتم بتعليم مبادئ المسلك السوي. وبحلول عصر الدولة الحديثة، كان الكتبة يكلفون بكتابة الأعمال الأدبية التي تمتدح الفرعون. وظل التلاميذ، لقرون عديدة، يتعلمون قصة "سنوحي" الذي كان من كبار المسئولين وفر من مصر بعد مقتل الفرعون. ولقد عثر على قصائد شعر وأغان يرجع تاريخها إلى عصر الدولة الحديثة. كما عثر، من نفس العصر، على نص يسمى "خلاف أدبي"؛ يباهي فيه أحد العارفين بما أوتي من العلم وينتقد معرفة أحد منافسيه.

وشهد العصر اليوناني- الروماني، وخاصة خلال الفترة المبكرة من حكم البطالمة، ازدهار الفنون والعلوم الإنسانية بمدينة الإسكندرية. وانتقل الشعراء والفلاسفة العظام إلى مكتبة الإسكندرية الكبرى؛ حيث كان يمكنهم الرجوع إلى عدد هائل من النصوص، ومناقشة نظرياتهم. وكان العلماء يدعون للعيش والعمل بالمتحف القريب من المكتبة. وظل تعليم الأطفال، بما في ذلك البنات، محتفظا بأهميته لدى الطبقات الأعلى.

وفي العصر القبطي، وخاصة بعد فترة حكم الإمبراطور قسطنطين، أصبحت الكتابة وسيلة فعالة في نشر الديانة الجديدة وتعليم الداخلين فيها. وحيث اختصت الأديرة بإصدار الكتب؛ وصلت فنون إنتاج الكتب ذروتها؛ ومنها فن الكتابة والزخارف الجميلة المضيئة والرسوم الإيضاحية التفصيلية الملونة لمشاهد من الإنجيل، وصور القديسين. وبعد التحرر من الاضطهاد الروماني، أمكن للعلماء المسيحيين الالتقاء معا؛ ومناقشة الأفكار الفلسفية واللاهوتية.

وخلال عهود حكم ولاة المسلمين، وخاصة خلال حكم الفاطميين والأيوبيين، ظلت لأنشطة التعليم والأدب والفكر قيمتها العليا. وكان الطلاب يتعلمون بالمدارس الملحقة بالمساجد؛ والتي حقق البعض منها شهرة عالمية. وتنافس الأمراء والسلاطين على شرف استضافة مجالس العلم في قصورهم. وأصبح فن الخط العربي، بأنماطه الجميلة، فنا فائق الأهمية؛ حيث اجتهد الخطاطون في إبداع كتابات تليق بالتعبير عن كلام الله الذي أنزله على نبيه. وإضافة إلى النسخ الجميلة من المصحف، أعدت موسوعات شاملة في مواضيع متنوعة. وقاد اهتمام المسلمين بتنوع المعرفة، إلى ترجمة النصوص الإغريقية واللاتينية إلى العربي

0 comments:

إرسال تعليق

أهم المواضيع